خيوط الموت قد علا الضباب
وتوشحت بحبائل السواد السحاب
ودخان ضمير الموت أطبق ملهباً
بحديد سطوته يفيض الموت والعذاب
جزاءُ الغدر على الحاقدين صبوا
قد عمَّ أفياءنا وأطبق على الدار خراب
غاب عن ناظريهم لون السماء
فقدأحنوا رؤوسهم وذلت منهم رقاب
وداست على الرؤوس أقدام النذالة
وسوف تداس رقاب الغدر كما التراب
فهي كالجوارح أطلقت منها اقتناص
أوغلت بقتلها وأغرست ظفراًوناب
أحارت العيون في مبكى روائيها
كأنها صور صاغها خيال كذّاب
وأطبق صمت الذهول عن نطقه
غداأخرس اللسان ولم يلق الجواب
بكت نواظر الضمير عما تشهد
ضجت بموت الضمائر وبالروح الإهاب
فكم من تبجّحٍ أنهم في الدين إخوةٌ
فهل يصيب أخ أخاه بهذا العذاب
يامن تأوّبوا للذل بفعل الردى
فلكم جحيم المأوى وبئس المآب
يامن تزيينتم بأثواب الذئاب
وجلتم بغابة الأرواح والدم خضاب
أدميتم بفيض الحزن أفئدة البرايا
وأضحت كل عين تفيض بدمع المصاب
ادميتم الأرواح من الشرور الماخرات
وقطعتم أوصالنا بالخناجر والحراب
ولونتم أيام الزمان بألوان السواد
وغدا لونها الداجي ارتياعٌ وارتياب
وهتكتم للنفس ستر الكرامة
وأسفرت تشق عن الجرم النقاب
تهتّكَ ستر الحجاب من فيض الأثام
غاصت ببحرالدماء ولها للظلم انتساب
نادت بدين أنبياء الله كاذبةً
أفصحت عن كفرهاوتعرت من الحجاب
فإني إلى الله أبدي تضرعي
كشف الغمّةِ وإنهاء النُّوبِ الصِعاب